جوهانسبورغ - بدا المنتخب الفرنسي وصيف بطل النسخة السابقة مشواره في نهائيات مونديال جنوب افريقيا 2010 بتعادل باهت مع نظيره الاوروغوياني صفر-صفر الجمعة على ملعب "غرين بوينت ستاديوم" في كايب تاون وذلك في الجولة الاولى من منافسات المجموعة الاولى التي شهدت تعادل البلد المضيف مع المكسيك 1-1.
ودخل الفرنسيون الى اللقاء بمعنويات مهزوزة بعد تعادلهم بشق الانفس مع تونس 1-1 وخسارتهم امام الصين في ارضهم صفر-1، وبالتالي حاولوا ان يمحوا هذه الصورة لكنهم واجهوا منتخبا صلبا اقفل المنافذ امامهم بشكل محكم ليخرج الطرفان بنقطة واحدة، لتبقى اطراف هذه المجموعة على المسافة ذاتها بنقطة لكل منها.
وتقام الجولة الثانية في 16 و17 الحالي حيث تلتقي الاوروغواي مع جنوب افريقيا وفرنسا مع المكسيك على التوالي.
وواصلت فرنسا معاناتها مع الدور الاول، لانها لم تفز سوى بمباراة واحدة من اصل ستة خاضتها خلال النسختين السابقتين وكانت ضد توغو (2-صفر) قبل اربعة اعوام في المانيا حيث تعادلت مع سويسرا (صفر-صفر) وكوريا الجنوبية (1-1)، بعدما خسرت في 2002 امام السنغال (صفر-1) والدنمارك (صفر-2) وتعادلت مع الاوروغواي بالذات (صفر-صفر) في المواجهة الرسمية الاخيرة بين الطرفين وكانت في بوسان، علما بانهما تواجها وديا عام 2008 وتعادلا ايضا صفر-صفر.
وتواجه الطرفان في مناسبة اخرى خلال النهائيات وكانت في الدور الاول عام 1966 عندما فازت الاوروغواي 2-1 في طريقها الى ربع النهائي، فيما انتهى اللقاء الاخر بينهما بفوز فرنسا وديا 2-صفر عام 1985 في باريس.
ولم يكن تاهل الفرنسيين الى النهائيات سهلا على الاطلاق اذ احتاجوا الى الملحق الاوروبي ثم الى يد تييري هنري لكي يحجزوا مكانهم في العرس الكروي على حساب جمهورية ايرلندا، والامر ذاته بالنسبة للاوروغواي التي تاهلت عبر ملحق اميركا الجنوبية-الكونكاكاف على حساب كوستاريكا لتعوض غيابا عن نهائيات 2002 وتسجل مشاركتها الحادية عشرة، الا انها فشلت في تحقيق فوزها الثاني في مبارياتها ال17 الاخيرة في النهائيات، ويعود فوزها الاخير الى عام 1990 عندما تغلبت على كوريا الجنوبية 1-صفر في ايطاليا حيث بلغت الدور الثاني بقيادة مدربها الحالي اوسكار تاباريز قبل ان تغيب عن النسختين التاليتين عامي 1994 و1998.
وابقى المدرب الفرنسي ريمون دومينيك مهاجم برشلونة الاسباني وافضل هداف في تاريخ "الديوك" تييري هنري (51 هدفا في 121 مباراة قبل لقاء اليوم) على مقاعد الاحتياط كما كان متوقعا، علما بانه اللاعب الوحيد من التشكيلة التي توجت بلقب مونديال 1998 على حساب البرازيل (3-صفر).
وبدا دومينيك اللقاء باشراك نيكولا انيلكا كراس حربة وحيد كما جرت العادة من خلفه فرانك ريبيري على الجهة اليسرى وسيدني غوفو على الجهة اليمنى، فيما لعب الثلاث ابو ديابي وجيريمي تولالان ويوان غوركوف في خط الوسط.
اما من ناحية المنتخب الاوروغوياني الساعي الى استعادة ذكريات الايام الغابرة عندما توج باللقب عامي 1930 و1950 ووصلوا الى نصف النهائي عام 1970، فبدا تاباريز اللقاء كما كان متوقعا باشراك الثنائي المميز دييغو فورلان ولويس سواريز في خط المقدمة، فيما بقي مهاجم باليرمو الايطالي ايدينسون كافاني على مقاعد الاحتياط، كما حال مدافع برشلونة الاسباني مارتن كاسيريس الذي لعب الموسم الماضي مع يوفنتوس الايطالي.
ولم يقدم الطرفان شيئا يذكر في الشوط الاول الذي جاء متواضعا مع حفنة من الفرص، وكان اولها للمنتخب الفرنسي الذي حصل على فرصة ذهبية لافتتاح التسجيل باكرا عندما توغل ريبيري في الجهة اليسرى ولعب كرة عرضية من امام باب المرمى اخفق غوفو في وضعها داخل الشباك وهو على بعد اقل من متر من مرمى حارس لاتسيو الايطالي فرناندو موسليرا (7).
ورد المنتخب الاميركي الجنوبي بفرصة لفورلان الذي اطلق الكرة من حدود المنطقة لكن الحارس هوغو لوريس تدخل لينقد الموقف (16)، ثم كاد غوركوف ان يضع "الديوك" في المقدمة من ركلة حرة رائعة نفذها من الجهة اليسرى لكن الحارس الاوروغوياني تعملق وابعدها من الزاوية اليمنى لمرماه (18)، ثم اختبر نجم بوردو حظه مجددا وهذه المرة بكرة اطلقها من حوالي 35 مترا لكن محاولته علت العارضة (21).
وغابت بعدها الفرص مع الافضلية الميدانية للفرنسيين حتى نهاية الشوط الاول، ولم يتغير الوضع كثيرا في الدقائق الاولى من الثاني رغم بعض المحاولات الفرنسية وابرزها لتولالان من مسافة بعيدة لكن موسليرا تدخل وانقذ فريقه (57).
وحاول تاباريز ان ينشط فريقه فزج بلاعب وسط اياكس امستردام نيكولاس لوديرو بدلا من لاعب وسط فالنسيا الاسامي اينياسيو غونزاليز (63)، ورد دومينيك باشراك هنري بدلا انيلكا (72) على امل ان ينجح لاعب برشلونة في تغيير نتيجة اللقاء، وكاد ان يتحقق ذلك لكن من الجهة المقابلة عندما وصلت الكرة الى فورلان بعد تمريرة من سواريز فاطلقها صاروخية من حدود المنطقة لكن محاولته مرت قريبا جدا من القائم الايمن (73).
واجرى المدربان بعدها تبديلين اخرين، فزج تاباريز بمهاجم بوتافوغو البرازيلي سيباستيان ابرو (74)، فيما لجا دومينيك الى فلوران مالودا بدلا من غوركوف (75) بعد ان ابقاه على مقاعد الاحتياط بسبب مشادة كلامية بينهما خلال التمارين، وكاد جناح تشلسي الانكليزي ان يرد على مدربه بافضل طريقة ممكنة عندما اطلق كرة صاروخية من خارج المنطقة مرت قريبة من القائم الايسر (80).
وتعقدت مهمة الاوروغويانيين في الدقائق العشر الاخيرة بعدما رفع الحكم الياباني يوويشي نيشيمورا البطاقة الصفراء الثانية في وجه البديل لوديرو بعد خطا قاس على سانيا، ليحصل لاعب اياكس على "شرف" ان يكون صاحب اول طرد في النسخة التاسعة عشرة.
وحاول الفرنسيون ان يستفيدوا من التفوق العددي الا انهم فشلوا في تحقيق مبتغاهم، ليبقى التعادل سيد الموقف.