ليونيل ميسي هو دييغو مارادونا

مارادونا هو مارادونا، وميسي هو ميسي، فالاول فعل ما يفعله الثاني، والثاني يفعل ما فعله الاول، فكيف نقارن الذهب بالذهب؟ مارادونا معجزة الكرة وميسي المعجزة الاخرى، فلا تقارنوا بينهما كي لا تهبط اسعار الذهب، وترتفع اسعار «النحاس»، حقق مارادونا كل شيء وميسي في طريقه لتحقيق كل شيء، فالذي يقول ان مارادونا افضل فهو صادق الى حد الصدق الاكبر والذي يقول ان ميسي هو الافضل فهو لم يكذب ابدا، والذي يقول ان مارادونا هو دييغو وميسي هو ليونيل فهو «العقل» بعينيه الاثنتين وليس بعين واحدة.

بعد الاهداف الاربعة التي تفنن بها ميسي في مرمى ارسنال «اكتب هذا قبل مواجهة الكلاسيكو الاسبانية امس»، انفجرت براكين المقارنة والافضلية بين مارادونا وميسي، فأنصار الاول يقولون انه الافضل لأنه تحمل وزر القوانين البالية للتحكيم عندما كان المدافعون يسقطون مارادونا بعنف شديد، وبالكاد كان الحكام يخرجون البطاقة الحمراء، فقد عانى مارادونا كثيرا من العنف والخشونة، في حين ان الحكام الآن يركضون خلف ميسي لحمايته والبطاقة الحمراء بأيديهم مما يجعله يلعب بأريحية، فعندما يشعر النجوم بالاطمئنان فإنهم يبدعون اكثر، فما بالكم اذا كان ميسي مبدعا بالفطرة؟

كنت أحدث احد الاصدقاء بعد رباعية ميسي القاهرة، وأقول: حتى هذه اللحظة فإن مارادونا يتفوق على ميسي بكأس العالم التي حققها وحده في مونديال المكسيك 1986، ولاحظوا انني قلت وحده، فقد كانت تلك البطولة لمارادونا فقط باجماع المدربين والنقاد، واذا حقق ليونيل ميسي كأس العالم المقبلة للارجنتين فسيتساوى في الالقاب والنجومية مع مارادونا، والطريق امامه سالكة لتحطيم الارقام والبطولات، بعدها جاء الرد سريعا من النجم الاسطورة مارادونا بقوله «اذا احرزت الارجنتين لقب المونديال المقبل واختير ميسي افضل لاعب فستنتهي المقارنة بين مارادونا وبيليه».

أنا محدثكم من جيل مارادونا، فمن الطبيعي ان اتعاطف، فمن يسألني عن المقارنة بينهما اقول «لا احد افضل من احد»، ولكني اهمس بداخلي: لا بل مارادونا، فمازلت حتى هذه اللحظة اراه لاعبا خارقا لا يشبهه الا مارادونا نفسه، وعندما ارى ميسي ينطلق بالكرة ويغربل المدافعين ويسقط الحراس اعاتب ذاتي واجلدها «خلاص مارادونا راح، الآن هو زمن ميسي».

لا تتعبوا انفسكم، فمارادونا هو مارادونا، وميسي هو ميسي.