السلام عليكم
فرضت كوت ديفوار سيطرتها وأبهرت منافسها البرتغالي وأجبرته على الرضوخ لمنطق التعادل السلبي، في اللقاء الذي جمعهما على ملعب نيلسون مانديلا باي في مدينة بورث إليزابيث، في إفتتاح لقاءات المجموعة السابعة.
اللقاء الذي جرى وسط أجواء باردة ثم ماطرة، جاء في أغلبه على عكس التوقعات والترشيحات، حين سيطرت "الأفيال" على معظم فترات الأحداث، والأهم أنها كانت الأخطر على المرمى البرتغالي، الذي إكتفى بتهديد جدي وحيد عبر نجمه كرستيانو رونالدو الذي رد له القائم هدفا مؤكدا.
بهذا التعادل نال الفريقان نقطة واحدة مما يشعل الصراع بشكل كبير على التأهل في المرحلتين الثاية والثالثة، حين يتواجهان مع البرازيل وكوريا الشمالية.
إستهلت البرتغال اللقاء معتمدة على أسماء نجومها الكبار في مقدمتهم كرستيانو رونالد وديكو والبقية، لعل المنافس الإفواري يخلي الساحة لتحركات "برازيليي أوروبا" وإعتقد الجميع أن الدقائق العشر الأولى التي مرت وكان عنوانها تسديدة كرستيانو رونالد الصاروخية التي إرتدت من القائم في الدقيقة (10) ستكون شارة الإنطلاق لمرحلة هجوم صاخب.
لكن ما تلا بعد ذلك، أن تسلح لاعبو كوت ديفوار بالعزيمة ورباطة الجأش الأفريقية، وبدأوا في التحرك في وسط الملعب وتناقل الكرات لرفع مؤشر الثقة وإظهار الندية للمنافس الكبير.
وبالفعل فقد نجح يايا توريه ومعه إبوي وديندان وتيوني في بسط نفوذهم على منطقة العمليات، وساهم بنجاح هذا الأمر التقدم المتواصل من ديميل وتييني من الأطراف، لتبقى الكرة بحوزة "الأفيال" لوقت أطول، ما يعني غياب "إجباري" للخيال الهجومي البرتغالي.
لكن تلك السيطرة التي إستفاد منها الإيفواريين لم تأتي بالمحصلة سوى بتسديدة عادية أطلقها تيوتي ومرت فوق المرمى، باستثناء ذلك كانت تحركات كالو وجيرفينيو تصطدم بعقبة ثنائي قلب الدفاع كارفاليو وبرونو ألفيس، أضف إليهما تواجد فيريرا وكوينترا من الأطراف ومن أمامهم ميريليس.
وفق هذه المعطيات كان لابد وأن تغيب الخطورة بشكل كامل عن كلا المرميين بعد أن وجد رونالدو وديكو ومنديز وداني صعوبة كبيرة في نسج هجماتهم وتمويل ليدسون في الأمام وتهديد مرمى باري.
لتمضي الدقائق وسط تمريرات غير فاعلة من كل الطرفين ونجاعة دفاعية كاملة لتعلن الصافرة سلبية النتيجة والأداء في نهاية الشوط الأول.
إندفع "الأفيال" بالسرعة القصوى نحو الهجوم مع إنطلاقة الشوط الثاني بغية مفاجأة البرتغاليين، وكادوا أن يصلوا الهدف المنشود عندما إخترق جيرفينيو منطقة الجزاء وسدد من زاوية صعبة أنقذها الحارس إدواردو للركنية (46).
ولم يكد يغيب المشهد حتى عاد كالو ليسدد كرة من خارج منطقة الجزاء سيطر عليها الحارس (54).
وجد كارلوس كيروش "عجزا" هجوميا كبيرا في صفوف فرقته فحاول تعديل الأمور مشركا سيماو، والذي سارع للاختراق من الجهة اليسرى وعكس كرة عرضية ارتقى لها ليدسون وحولها سهلة لم تقلق الحارس باري (58).
ثم ألحقه كيروش بلاعب الوسط تياجو بدلا منن ديكو البعيد عن مستواه، لتنشيط خط الوسط، ليرد عليه أيركسون بادخال ديديه دروجبا بدلا من كالو لتفعيل القوة الهجومية للإيفواريين.
وسط تلك التعديلات في النهج الهجومي، كان من المفروض أن يرتفع النسق وتزداد الخطورة من هنا وهناك، لكن ذلك لم يحدث، حيث إكتفى البرتغاليون بتسديدتين من ميريليس بجوار القائم (78) وكرة مباشرة أطلقها رونالدو فوق المرمى (80).
في المقابل ظلت اللمسة قبل الأخيرة عائقا في وجه هجمات الإيفواريين الذين أهدروا بعض المشاهد الهامة للتهديد ربما لنقص عامل "الثقة" بالقدرة على التسجيل في مرمى المنافس الكبير.
وتجلى ذلك في الوقت بدل الضائع عندما مرر عبدالقادر كيتا إلى دروجبا داخل منطقة الجزاء ليواجه الحارس ويسدد بالعرض مخطئا الطريق الصحيج، لتعلن الصافرة النهاية السلبية.